الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،
ها نحن نستقبل شهر الخير والبركات، شهر الرحمات، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان،
وما لاحظناه غالبا في هذا الشهر الكريم هو التغير في السلوكيات لبعض الأفراد في المجتمع، والتي تؤثر سلبا على حياته والوسط الذي يعيش فيه، ويسبب أضرارا للبيئة والآخرين، نذكر منها:
1. تضاعف إنتاج كمية النفايات خلال هذا الشهر بنسبة 08% مقارنة ببقية الشهور، نظرا لزيادة في مستويات الاستهلاك بالنسبة لجميع المواد الغذائية بما في ذلك مادة الخبز التي تسجل معدلات تبذير عالية بلغت 600 طن لليوم الواحد.
2. الرمي العشوائي للقمامة وعدم احترام مواقيت إخراجها، ورميها في الطرقات والشوارع مما يسبب تشوها في المنظر العام، وتلويث البيئة، ويسبب خطرا على صحة الإنسان وجميع الكائنات الحية الأخرى، الحيوان والنبات.
3. اقتناء مختلف أنواع وأشكال الخبز وبكميات كبيرة، ورميه في المزابل.
4. الإسراف الكثير في الطعام، مما يزيد في حجم النفايات، والمنظر المشين لأكوام النفايات المتراكمة عشوائيا في الشوارع والأحياء حيث تشير الدراسات أن كمية النفايات تزداد في شهر رمضان بنسبة تقارب 10%. تشمل هذه النسبة بقايا الطعام والنفايات البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد وغيرها وهو ما يوضح حجم “الهوس الاستهلاكي” الذي لا يتلاءم بتاتا مع تعاليم الدين الإسلامي.
5. الاستهلاك الكبير والغير رشيد لمختلف المشروبات الموجودة في القارورات البلاستيكية، فهذا يعود سلبا على صحة الانسان والمحيط الذي يعيش فيه.
6. الاستعمال الكبير للأكياس البلاستيكية.
7. حرق القمامات والفضلات في وسط الأحياء السكنية، أو بجوارها، وأيضا الحشائش اليابسة بصفة عشوائية وغير منظمة، عند تنظيفها، وتؤدي إلى تلوث المحيط، والإضرار بصحة الناس.
8. الرمي العشوائي للقمامة في أماكن التنزه والاستجمام في الغابات وفضاءات الراحة.
9. الرمي العشوائي للفضلات الحيوانية أو الخاصة بالخضر من التجار والجزارين، إذ نحصي رمي أكثر من 500.000 قنطار من الخضر من بين 10 ملايين المشتراة.
وسعيا منا للحد من هذه التصرفات والسلوكيات السلبية التي تنافي عاداتنا وتقاليد ديننا السمحة خلال هذه الشهر الفضيل، ومصداقا لقوله تعالى ” يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ “وقوله صلى الله عليه وسلم ” ” إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت “، وبغرض تحسيس وتوعية المواطن بمسؤوليته تجاه بيئته والمحيط الذي يعيش فيه، فإننا نوصي على :
1. عدم الرمي العشوائي للقمامة واحترام مواقيت إخراجها وفي أماكنها المخصصة.
2. عدم رمي القمامة على حواف الطرقات والشوارع.
3. عدم الرمي العشوائي للنفايات في فضاءات الاستجمام والتنزه والراحة ووضعها في أماكنها المخصصة لها.
4. الاستهلاك الرشيد لمادة الخبز، ووضعها في أماكن مخصصة حتى يمكن استرجاعها.
5. عدم الإسراف في الأطعمة والأشربة لتقليص من حجم النفايات المنزلية، وتسهيل عمل أعوان النظافة.
6. تغيير الذهنية بأن نظافة المحيط لا تقتصر فقط على عمال النظافة، وتشجيع المبادرات عبر الأحياء، وتوجيه فكر المواطن أن نظافة وحماية البيئة مسؤولية الجميع.
7. التنسيق مع المصالح المختصة عند تنظيف الأحياء لاستعمال التقنيات المعمول بها.
8. ضرورة فرز النفايات المنزلية قبل إخراجها ووضعها في الأماكن الخاصة بها.
9. استعمال القفة أو الأكياس القماشية بدل الأكياس البلاستيكية، لأن هذه الأخيرة مدة تحللها في الطبيعة تستغرق 400 سنة، أما القارورات البلاستيكية لا تحلل إلا بعد 100 سنة، وأما العلب الخاصة بالياغورت فتستغرق 4 قرون.
10. توعية وتحسيس التجار والجزارين بعدم الرمي العشوائي للنفايات والفضلات الحيوانية.
11. تخزين الطعام في عبوات زجاجية بدلا من العبوات البلاستيكية.
12. الحرص على نظافة الأسواق الجوارية، وأسواق الرحمة، وضرورة رفع النفايات يوميا.
13. التسوق بمسؤولية ووفق الحاجة، وتجنب المنتجات التي يتم تغليفها بشكل فردي.
رمضان كريم، تقبل الله منا ومنكم الصيام وصالح العبادات